المفاتيح الضائعة بقلم : سيدمحمد يعقوب . رئيس تيار وطن موحد
المفتاح في الأصل وسيلة لفتح المغلق اخترعه العقل البشري بعدما احتاج إلى صناعة الأجسام المغلقة التي عادة كان يستخدمها في إخفاء الغالي والثمين وتطورت هذه الأجسام وتطورت المفاتيح بحسب تطور العقل البشري وزيادة التحدي الذي يوحي لنفس ذلك الإنسان بضرورة المحافظة على ماهوثمين ومع تطور الخوف تطور الحرص فكان المفتاح شعار يوحي بدلالات أهمها امتلاك الحلول والمحافظة على كل غال ونفيس ليتجاوز المعنى بذلك مجرد آلة للفتح وليكتسب معان جديدة أهمها القدرة على التغيير وإحداث الفرق بين حالتين حالة الجمود وحالة الحركة ولتكون المفاتيح في ثوب جديد أملاه تطور العصر واستحالت المحافظة على الكثير من الأشياء المقدسة بدونه .
إن المفاتيح التي نحن بصدد الحديث عنها هي وسيلتنا للحفاظ على وطن يأبى له تاريخه الإندثار وتأبى له ثقافاته المتعددة الذوبان وترجو له نفوس الملايين البقاء والخلود وطن ليس لنا عنه بديل وطن تتقاذفه أشرعة الزوال لتسلمه إلى مرسى الفوضى الأزلي لولا كلمة جامعة ودين واحد وثوابت غرست في النفوس قبل أن نرسمها بحبر الأماني على علم يرفرف ليبعث الحياة في ربوع صحراء تتحدى المستحيل وترتل آيات الشموخ رغم أنوف الحاسدين .
إن المفاتيح اليوم ليست مفاتيح لصناديق مغلقة ولا لمنازل ولا حتى لدكاكين فذلك المعنى الجامد للمفاتيح إنها مفاتيح التطور والنماء مفاتيح الوحدة والإزدهار مفاتيح الأمل في غد أفضل إنها ليست مجرد مفاتيح بل هي مفاتيح البقاء والخلود لوطن هو الأمان لنا جميعا .
هذه المفاتيح هي مفاتيح ضائعة رغم أن جميع سكان هذا المنكب البرزخي يريدون الدخول إلى الفردوس الأجمل إلى وطن موحد وطن مزدهر وطن يتألق في سماء العطاء وطن نعتز جميعا بالإنتماء إليه ورغم أن الجميع يريد ذلك إلا أن المفاتيح لاتزال مفقودة بل لايزال الكثيرون يحاولون العبث بالأقفال وبعضهم يعتنق سياسة (الترصاف) ودوما يعود خالي الوفاض .
إن المغاتيح الضائعة باختصار هي :
_ حبنا للوطن ذلك الحب الذي يتعالى على جميع ماسواه من الولاءات الضيقة ويجعلنا نعطي مانملك من وقت وجهد ونكون حيث يريد وحيث تتحق بوجودنا المصلحة العامة .
أما المفتاح الثاني : فهو المحافظة على الثوابت ( الدين _ الوحدة _ الحوزة الترابية _ الخيرات ).
والمفتاح الثالث : أن نبدأ بإصلاح ذواتنا ومحيطنا لنحقق الإصلاح العام فلانرضى أن نبيع الوطن ولانرضى أن نهادن في مصالحه ولانرضى أن نمتهن النفاق واللحلحة وأن نتعامل مع المدنية بماتقتضيه من احترام للذات واحترام للآخر مهما اختلفنا .
والمفتاح الرابع : أن نصحح الأخطاء وأن لانخجل من ماضينا بقدر مانمتلك من شجاعة لنرسم حاضرنا بعيدا عن كل مايشوه أو يسيئ لإنسانتنا .
والمفتاح الخامس : أن نتجنب العمالة بقصد أو بغير قصد وأن نعلم أن لنا وطنا هو مسؤوليتنا جميعا وعلينا جميعا أن نتجاوز كل شيئ للحفاظ على سكينته واستقراره .
وأخيرا أن نحاسب من أخطأ ونكافئ من أحسن ونعتمد الخبرة والكفاءة بعيدا عن أي اعتبارات أخرى .
إنها بعض المفاتيح والحياة تعلمنا أن المفاتيح كثيرة بعدد المشاكل التي نواجهها لكن هناك مفتاح هو الأهم وهو أن نعيش وكأننا في سفينة في عرض البحر سلامتها سلامتنا جميعا وغرقها لاقدر الله غرقنا جميعا .
حفظ الله الوطن وأدامه لنا حصنا منيعا .
يتواصل ……..