لبنان: «حزب الله» يرفض بقاء الاحتلال في الجنوب… وكاتس: سنمنعه من استعادة قدراته
بيروت ـ «القدس العربي»: في وقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات التفجير في البلدات الجنوبية وآخرها في بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون، لايزال الغموض يلف مسألة انسحاب قوات الاحتلال من الجنوب بعد انقضاء مهلة الـ 60 يوماً على وقف إطلاق النار.
ولم يتطرق وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى مسألة الانسحاب لكنه تحدث عن محاولات لمنع «حزب الله» من استعادة قدراته. وكشف عن «فرض عقوبات اقتصادية على حملة تبرعات لمتضرري عملية تفجير أجهزة «البيجر» في حزب الله» لافتاً إلى «أن القرار هو جزء من سياسة عدم التسامح ورسالة واضحة لكل من يفكر في تمويل الإرهاب تحت ستار المساعدات الإنسانية».
ورأى كاتس «أن كل دولار لا يصل إلى حزب الله هو خطوة أخرى نحو إضعاف هذه المنظمة» مشيراً إلى «أن أي محاولة من جانب حزب الله للتعافي ستُقطع». وزعم «أن الذراع الطويلة لإسرائيل ستعمل بكل الطرق لضمان أمن مواطنيها ونعمل على كل الجبهات الممكنة لتجفيف مصادر تمويل حزب الله الذي يحاول استعادة قدراته».
فياض: مرحلة ترقب
حضرت المستجدات الجنوبية والممارسات الإسرائيلية في خلال لقاء نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب بعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض الذي رأى «أن الممارسات الإسرائيلية لا تقف عند حدود وتتجاوز كل ما تمليها ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار1701، الأمر الذي يستدعي أولاً ان تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها كاملة، والامر أيضاً يستدعي إعادة نظر وتقويم لهذا المسار الذي أعطيناه الفرصة للاختبار، لكنه لهذه اللحظة أظهر فشلاً وتعثراً كبيرين».
واعتبر «أن المرحلة مرحلة انتظار وترقب، وثمة غضب عارم على المستوى الشعبي إزاء هذه الممارسات التي تستهدف أمن وسيادة وأرواح المدنيين اللبنانيين في المناطق الحدودية» مضيفاً «ناقشنا كل هذه الأمور مع سماحته، ونحن ندرك جيداً مرحلة التغيرات الكبرى، ولكننا توافقنا تماماً أن المقاومة إنما هي ركيزة الثوابت التي تستند إليها رهانات شعوب المنطقة في مواجهة هذا التغول الإسرائيلي، ودفاعاً عن حرية وكرامة واستقلال هذه الشعوب».
وختم فياض كاشفاً عن رسالة حمّله إياها الشيخ الخطيب إلى قيادة الحزب.
لجنة المراقبة الدولية واليونيفيل التي نرى كيف يعطيها العدو توجيهاته حول الطرق التي عليها أن تسلكها».
وأضاف قائلا: «نرى الآن النتيجة من الدعوة التي كانت توجه إلينا بترك الأمر في الجنوب لليونيفيل وللمؤسسات الرسمية لتقوم بواجباتها» وأكد «أن هذا الوضع لن يستمر، وأن العدو لن يتمكن من أن يحصل بهذه الطرق على ما عجز عنه في الميدان، فهؤلاء الشهداء منعوه من التسلل والاحتلال، قاتلوه وواجهوه ودمروا دباباته وآلياته على أرضنا، وإخوانهم ورفاقهم لن يسمحوا له بأن يحتل وبأن يبقى في هذه الأرض، المرحلة الآن لها علاقة بهذا الاتفاق، ونحن نريد تطبيق هذا الاتفاق ونتعاطى مع الموضوع من زاوية مسؤوليات الدولة، لكن هذا لن يستمر مع العدو طويلاً، ولن تكون له ضمانة في أرضنا من أحد ولن تكون له حرية التصرف بأرضنا كيفما كان. وسنبقى نحمل قضية الدفاع عن لبنان وعن الجنوب لتحرير أرضنا وحماية شعبنا وصون الانجازات التي تحققت بتضحيات شهدائنا».
وأدان فضل الله اخيراً «الصمت المطبق حيال جرائم العدو في قرى الحافة الأمامية وآخرها في بلدة يارون التي قدمت العديد من الشهداء من أجل حماية لبنان والدفاع عنه وآخرهم الحاجة نجوى غشام، التي ارتقت غيلة على يد جنود الإحتلال من خلال استهدافها بالرصاص، وهي صامدة في منزلها بعد أن رفضت مغادرته طوال هذه الأشهر الطويلة مجسّدة روح الصمود والمقاومة، وتحدي الاحتلال الصهيوني الذي لن يتمكن من كسر إرادة المقاومة والثبات في نفوس شعبنا الأبي».
الوزيران الفرنسيان
إلى ذلك، يفترض أن يحضر الوضع في الجنوب في خلال زيارة وزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين سيباستيان ليكورنو وجان نويل بارو لتمضية رأس السنة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في «اليونيفيل».
وسيعقد الوزيران ثلاث اجتماعات مع ممثل فرنسا في «آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان» الجنرال غيوم بونشين، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وقبل ليلة رأس السنة، سيحضر الوزيران في مخيم دير كيفا انطلاق دورية مشتركة لآليات مدرعة من «اليونيفيل» والجيش اللبناني، فضلاً عن تقديم سرب استطلاع ومجموعة نقل وبطارية كوبرا. وسيحضر الوزيران مراسم إحياء ذكرى أحد جنود حفظ سلام الفرنسيين الذي توفي يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت خلال تعرض دورية لـ«اليونيفيل» لحادث سير على الطريق الساحلي، بالقرب من بلدة شمع.