المدرسة الجمهورية إلى أين ؟
استبشر الناس خيرا وظنوها أعواما كأعوام يوسف فيها يغاث الناس وفيها يعصرون وما إن بدأ العد التنازلي واتضح المبهم حتى انقشع الغبار مخلفا حقيقة صادمة وهي أن المعركة لم تكن معركة إنقاذ بقدرماكانت معركة إغراق فبدأت سنين عجاف أكلن ماتقدم من وعود ليفاجأ الجميع بحقية صادمة وقدنسوا أن يدخروا لذلك بقية زاد من صبر .
تساءل الناس أين يوسف؟ أليس في القوم رجل رشيد ؟
تاهت العقول في سراديب التحاليل وغاصت لتسبر أغوار اللغة السياسة علها تفهم مفردات القانون التوجيهي الذي ظنت لبرهة أنها فهمته ولكن دون جدوى فكأنما هو لغز لم يكتب بلغة البلد الأم ولم يصغ بلهجة من لهجاته فظل عصي الفهم غريب اللسان .
حاول العقلاء يوما _ العقلاء فقط _ من سدنة الفكر المرتجل ومعتنقي ثقافة التبرير أن ينزلوا المفردات منازلها وأن يستعيضوا بالتنظير ليبرروا كالعادة وليرتلوا آيات الولاء دونما مراعاة لأحكام تمليها محبة وطن ماعرفوا لها طعما وضمائر ماتت في صدروهم فهي لها مقابر .
تعالت صيحات هؤلاء العقلاء إن ملاك التعليم الخصوصي شرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون ولنقطعن أرزاقهم ونسلبهم مايملكون ولسان حالهم وتفكيرهم مستوحى من فكر جحا حين أخذ يأكل بعض التمر فيه صالح وفاسد تحت مصباح مشتعل فأخذ يميز التمر الصالح فيأكله والفاسد فيرميه ولما وجد أن أغلب التمر فاسد كان قراره أن يطفئ المصباح ليأكل التمر بفاسده وصالحه فذلك في نظره أبقى وأحسن .
لم يكن مصباح جحا إلا نور الحقيقة التي منها يفرون ولم يكن النوى الصالح على قلته إلا ذلك التعليم الحر الذي بعطائه وتميزه أثبت فشلهم بل وفشل قطاع أنفقت عليه الدولة آلاف الميارات التي تمثل عرق مواطن وتعبه وثمرة جهده ولم يكن النوى الفاسد على كثرته وانعدام فائدته إلا حصاد عملهم وكأنهم يريدون القول إذا كان قدرنا الفشل والتخبط الأعمى فلم لا نعمم الفشل بدل أن نتبنى الإصلاح؟
لقد استبشرنا خيرا بالمدرسة الجمهورية وفهمناها كما يجب أن تفهم فلسفة إصلاح وميدان تشاور وصرح قوامه استغلال الموجود وترشيده لكنهم أرادوها ميدان إقصاء وتمييز ونحن واثقون أن رئيس الجمهورية لن يسمح بإستمرار المهزلة والتخبط الأعمى الذي تمارسه ومارسته في السابق طواقم وزارة استأمنها على فكرة عظيمة هي فكرة إصلاح التعليم لاتعميم فساده وهو إصلاح رفع شعاره تلبية لطموح مواطن بات يعي أن معركة الإصلاح تبدأ من المدرسة .
إن التعليم الخصوصي كان شريكا ولايزال كذلك ولكن دون إقصاء أو تهميش وفي ظل منافسة شريفة يكون الرابح فيها هو الوطن والسيادة فيها للدولة ففي هذا التعليم تحقق التميز وفيه وجد العاطلون عن العمل والعاملون في مجال التعليم على حد سواء ملاذا آمنا من الفقروالهجرة وفي هذا التعليم استثمر أبناء هذا البلد بإمكانياتهم الخاصة وكانوا عونا وسندا للدولة ردحا من الزمن فهل يكون جزاؤه جزاء سنمار ؟
يتواصل …..
بقلم : سيدمحمد يعقوب .