الذباب الإلكتروني الإعلام بين الحقيقة والسراب .المقال (1)

السلطة الإعلامية هي السلطة الرابعة في البلدان المتحضرة فهي وسيلة التعبئة والتحسيس وهي وسيلة نشر المبادئ والقيم وهي لسان الحق الناطق به وسيفه المسلول على كل من تسول له نفسه المساس بثوابت بلد حبه أول مرتكزات العمل الإعلامي ومصلحته أول مطالبه .
لن أتحدث عن دور الإعلام في مقارعة الفساد وعرض الحقائق ونصرة المظلوم لن أتحدث عن صفات الإعلامي من صدق وشجاعة وتضحية باختصار لن أتحدث عن ماينبغي أن يكون لأنه معلوم لدى العامي قبل المثقف ولكن وفي سطور قليلة أريد أن أعقد مقارنة بين إعلامنا والسراب ولكم سلطة الإستنباط وفهم مابين السطور .
السراب ماء يتراءى للناظر حين اشتداد الحر في مناطق تتميز بقساوة الطبيعة وقلة السالكين وشدة الحر .
يرى الناظر السراب حقيقة ويسعى بكل جهده للوصول إليها رغبة في أن يطفئ ظمأه وتحت تأثير الحاجة والغريزة وحب البقاء يصارع الإنسان بل وتخور قواه عله يظفر ببغيته ولكن في نهاية المطاف إذا جاءه لم يجده شيئا فيحصد ندما وحسرة وألما داخليا قلبل من يكتمه والأقل من يحسه .
أما إعلامنا فهو تلك المنصات والمواقع التي تتراءئ للناظر فيبذل ماله وجهده ووقته في تصفحها وهو يبتغي أن يتزود منها خبرا جديدا أو تحليلا عميقا لمشكل معاش أو طرحا له على مواقع القرار فلايجد إلا أسماء متغيرة تتبنى نفس العناوين وكأنها آمنت أن ثقافة النقل واللصق هي أقصى مايمكن للعقل الإعلامي في بلاد السيبة الوصول إليه فيحصد الندم على تضييع وقته وجهده وماله ويتمنى أن لو كان كل ذلك ضاع في غيره .
إذن فهل يكون إعلامنا مجرد سراب كاذب ؟
تلك هي الحقيقة المرة مواقع ومنصات تتبنى ثقافة بنكيلي تمدح وتشكر وتثني وتلمع وتمتهن أصناف التملق ثم يأتيك أحدهم وقد تأبط كاميرا عمياء ضوء عيونها له ثمن معلوم وقلم كسير وصفحة ترتل عليه وعلى أمثاله آيات الخزي والعار ليقول لك بنبرة (دخل شي) آنا صحفي .
كم هو مؤلم أن تغيب السلطة التي يفترض بها مراقبة السلطات الثلاث وتتوارى خلف غايات ضيقة لامحل لها من الإعراب نحوا ولا تجد لها في فن التصرف طريقا إلا طريقا ضيقا يمر عبر فعل (حولي) الذي لايصرف إلا مع ضمرين ( أناوأنت ) وعلى ضمائر الجمع السلام .
يتواصل عن ملف الإعلام .
بقلم سيدمحمديعقوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى