مسنا وأهلنا الضر / بقلم سيد محمد ولد يعقوب
لاندري من أين نبدأ ولا أين ستكون النهاية ، بالأمس تفرق الشرطة مظاهرة سلمية في ساحة الحرية خرج فيها مديرو المدارس الحرة وهم من هم ، يكفيهم أنه في قيادتهم القامة السامقة محمد سيسى، الرجل الذي وهب نفسه وعمره لخدمة هذا البلد، وبينهم العميد الداه ولد عبد الباقي، وهو من هو، وفي قيادتهم الأخت الرئيسة فاتمتا با ، ولفيف من رؤساء النقابات الأخرى العاملة في نفس القطاع ، إضافة إلى معلمين لم يتأبطوا عصا ولا حجرا ، بل ولاحتى طبشورا. نعم فرقتهم الشرطة بأسلوب غير لائق ، ونال النساء قبل الرجال حظهم في القمع وهم من بذلوا المهج رخيصة في تربية الأبناء ، واستثمروا المال في كل ما من شأنه رفعة هذا البلد ، فرقت الشرطة هذا الجمع الغفير بأسلوب يتنافى مع كل القيم ، ترك في النفوس أثرا سلبيا فبأمر من كان هذا التصرف ؟ ولماذا ؟ وماهي أسباب هذا التعسف في استعمال القوة ؟ .
لقد أم المتظاهرون حينها ساحة الحرية معتقدين أن للمسمى حظ من اسمه ، فما سكبوا ماء ، ولا ألقوا حجرا ، ولا أغلقوا شارعا، ولا آذوا مارا ، بل وقفوا يحملون شعارات تحمل مطالب مشروعة في نظرهم، فهل أصبحت المطالبة بالحقوق جرما ؟
والآن ، وبعد فترة من الحادثة والتي ( لم تنطح فيها شاة شاة ) و لم يتكلم عنها الإعلام ، ولم ينبس بخصوصها برلماني ببنت شفه ، هاهو المشهد يتكرر .
معلم يتلقى صفعة ممن كان يتوقع منه أن يكون مصدر الأمان ، صفعة أسقطته على الأرض ، لتنهار في نفوسنا صورة طالما رسمت في المخيلة عنوانها أن للمعلم مكانا في عالم الإحترام كما ندرس للأجيال ، صورة كنا نحاول أن نقنع الآخرين بها ، إنه مشهد مؤلم ، له دلالات شتى ، حين يتم الإعتداء على قدسية المعلم ممن يفترض به أن يكون الحامي لها، فعار علينا أن نعانق الطبشور وعار علينا أن نطالب الأطفال بإحترام المعلم ، وأي احترام يرجى عند الصغار، إذاكان رب البيت للدف ضاربا .؟
بأمر من تداس كرامة أهل العلم؟ وبأمر من ولصالح من تكمم الأفواه وقد وعدنا فخامة رئيس الجمهورية بأن تكون بلادنا بلاد الحرية ونيل الحقوق ؟
ياساسة بلدي، القمع لايجلب الهدوء، وإن فعل ، فهو هدوء يخفي في طياته الحقد الذي يمكن أن ينفجر في كل لحظة . ياساسة بلدي علموا من يأتمرون بأمركم أنه من حق الإنسان أن يعبر في سلمية حتى ولوكان تعبيره لايرضي من تعودوا سماع المديح والثناء ، وأن هناك حقوقا يكفلها الدستور، ويقرها القانون ، وأنها يجب أن تحترم لأنها جزء من آدمية الإنسان .
علموا أجهزتنا الأمنية أن هناك شخصا يسمى المعلم يستحق كل التقدير والإحترام ، وليس لأي سلطة مهما كانت أن تمس من كرامته وقدسيته ، لأنه ضمان المستقبل ، وصانع عقول النشء، والمربي في زمن غاب فيه المربي، واستحالت التربية أصلا .
يجب أن يتدخل البرلمان لمساءلة السلطة المعنية ، ويجب أن تشكل لجان تحقيق في مثل هذه الحوادث ، ويجب أن تحفظ كرامة المعلم ، فكرامته قبل الراتب الزهيد الذي يتقاضاه ، ويجب أن نعلم الجميع أن المعلم هو الرقم الأول في سلم الترتيب لشرف مهنته و نبل عطائه .
#أوقفوا-احتقار-المعلم.
بقلم المعلم الذي لاحق له : سيدمحمديعقوب.
14/11/2024