برقية الخلود.. إلى روح السنوا،،،ر / الصحفي عبدو احمد سالم
نظيراتها في العالم؟ ما منهج بحثها؟ تفاصيل مكاتبها وخرائطها وميزانياتها؟ مسؤول التخطيط الاستراتيجي فيها؟
ولقد أنسيتم عشاق كرة القدم تصدي القرن في نهائي كأس العالم 2022 في قطر حين تدخلتم في الوقت بدل الضائع كمدافع ينقذ مرمى فريقه في مباراة حاسمة، فقد كانت أزفت لحظة تجاوز القضية ومن تخلف عن ركب التطبيع كان قد عدل عن قراراه ويستعد لوضع الختم النهائي أسفل ورقة الاستسلام للتطبيع الأخيرة، ثم قلبتم طاولته المشؤومة عليهم في اللحظات الأخيرة.. تجرفها بالطوفا،،ن.
قال زعيم عربي قبل فترة إن الرجولة في الشرق الأوسط هي السباحة عكس مشروع ترعاه “الماما أمريكا” في المنطقة، وقد جسدت الرجولة، فقد كانت المنطقة كلها بين مطبع ومهرول نحوه برعاية “الماما”، و”أنت تعلم أن السباحة عكس مراد أمريكا نتيجته سحل بلا رحمة” كما قال الزعيم العربي.
قالت عنك العبرية وسكاي نيوز عبرية والشرق الأوسط وغيرهم من إعلام العار الناعق بالعربية إنك هربت إلى مصر، وأنك مختف بين أسرى العدو والمدنيين وإنك كذا وكذا.. فكان مشهد حسن خاتمتك إجابة شافية مكتوبة بدمائك في مشهدك الأخير. وملخصة ليس شجاعتك ورجولتك فقط بل: (القصة قصة أرض وعرض ودين، قصة عز،،،ة وكرامة و”إن تحريرها كلها ممكن وإن تحريرها كلها قد بدأ”).
أيمكن أن تسمح لي بإيجاد عذر لقادة المنطقة وزعمائها منك كبطل قومي ومن جميل صنعك وقبيح صنعهم، فكما تعلم عقدوا قمتين خلال الحرب وكان مقررا أن تحتفي بنصرك التاريخي جامعة الدول العربية فأنت بطل وزعيم عربي مسلم ولكن منظمة المؤتمر الإسلامي نازعتهم شرف استضافتك.. فتأجل قرار استقبالك حتى تحرير سيادة مصر في قرار إدخال المساعدات والفرق الطبية وإجلاء الجرحى عبر معبر رفح وفي الأثناء انقرض السجاد الأحمر في أسواق القاهرة والعريش بسبب احتكار إيران فتعذر استقبالك بطريقة تليق بزعيم مثلك ثم حالت أخيرا ترتيبات فنية وأمنية من وصول الزعماء لمحور صلاح الدين لاستقبالك وتبادل التهاني بذلك الإنجاز الاستثنائي والتقاط الصور معك على طريقة الكونغرس مع حليفهم نتن ياهو.. في جو كهذا استحالت برمجة خطابك التاريخي تحت أعين وكاميرات العالم وتصفيق الزعماء فكان لا بد من هذا “المنولوك” كان لابد من تبرير ولو جاء من أبعد نقطة عن غزة من العالم العربي ومن “مكطوع نعاله لا يمثل إلا نفسه” إن كان يمثلها أصلا وكان عذرا أقبح من الصمت.
مع ذلك يا أبا براهيم وبغض النظر عن نية قادة المنطقة فإنه يجدر بي أن أبلغك تحية اعتزاز صادقة خالصة ليست كمواقف الزعماء، من الجماهير العربية والشعوب الإسلامية واحترام أحرار العالم لك ولمسيرتك المظفرة التي ختمتها بملحمتك البطولية تلك، ولعل القادة أيضا تكن صدورهم لك إعجابا كبيرا، لكن على الأرجح جلهم لن يتمكن من توجيه تحية إليك ولا تعزية رفاقك وأمتك فيك كما لم يتمكنوا من لقائك بالأعذار السابقة التي لو صدقت لكانوا أشباه زعماء، ولذلك ما يبرره فالمفهوم الذي صغته أنت أخيرا لـــ”زعماء” سيحرجهم كثيرا ويجرد أغلبهم من الألقاب ومن النياشين المزيفة المعلقة على أكتافهم، ولقد جردت كلمة “زعيم” من مدلولها وأفرغتها من محتواها الذي ألفناه فنزعت منها: الأبهة والحراسة وفخامة المكتب ولمعان البدلة وبرودة التكييف وزركشة المحلقات ووفرة المأكل والمشرب ونعومة السرير وتعدد الهواتف والأجهزة، وهذا يصعب تقبله، لقد جردتها إلا من الشجاعة والإقدام وعزة النفس والإباء ورفض الذل والهوان، وحولت قصور الزعامة المترفة أنفاقا وركاما وحولت أثاثها المرتب آرائك مغبرة يجلس عليها فقط مثخن الجراح بعد أن شج رأسه وأصيب ساعده ويستعد لتسليم روحه لباريها، وقتها يمكنه الجلوس، يجلس كزعيم بكامل الأبهة حتى لا يقع على وجهه عندما يسلم الروح، ولقد حولت بدلاتها الزاهية الألوان بزة ينازع الجسم فيها الرصاص والقنابل اليدوية، حولت أجهزتها الذكية المتعددة الاستخدامات أذكارا وسبحة، أفرغتها من الأبهة والترف والحراس حين تقدمت الصفوف على بعد أمتار من السياج ومن تمركزات العدو تقاتل تناور تتفقد الجند وتحمي ظهر الكتائب بينما يخالون – من فرط جبنهم – أنك بين الأنفاق تتخذ من أسراهم دروعا بشرية وما جبنت ولا هنت في سبيل غايتك.
يا أبا براهيم من أين أتيت إلى عالمنا؟ وهل تنتمي إليه فعلا؟ فقد كنت أعلم أن فلسطي،،ن استثناء في كل شيء فالمرأة الفلسطيني،،،ة لا تحمل كي تنجب طفلا عاديا بل تغرس غصن زيتون في باطن أرضها المعطاء فيخرج شوكا وقرنفلا في حلق الاحتلال، ولكن أدركت أن غز،،،ة استثناء داخل الحالة الفلسطيني،،،ة.
يا أبا براهيم على الرغم من أن عقولنا لم تكن لتصدق أن زعيما في عصرنا الحالي يقاتل في الميدان ولو قالت المقاو،،مة ذلك لصعب علينا تصديقه على صدق المقاو،،،مة في كل ما جربناه منها، فقد تأكدنا بكاميرا العدو – والحق ما شهد به – أنك استثناء من بين كل القادة والزعماء ورجالات الصف الأول في كل كيان على وجه الأرض، ولقد أعادنا مشهدك الأسطوري الذي صوره العدو إلى أيام عزة الحق وعظمة التضحية في سبيل سمو الغاية، أيام كان الصحابة رضوان الله عليهم يتصدرون ساحة المعركة.
..ثق أنهم خلدوك رمزا فوق رموز القضية، قضية لم يبقي الزمن في ذاكرة الأمة الجمعوية مكان فيها لرمز حتى كنت الرمز الأيقونة، لن يطاول مجدك بعد اليوم بطل وستتسابق الأمهات إلى تسمية أبناءها عليك تيامنا واعترافا ووفاء ومحبة حتى نكون أمة المليون سنوا،،ر في القريب العاجل والعاقبة للمتقين.
عشت الخلود يا أبا براهيم وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.
#وكالة_المنارة_الإخبارية
#تابعونا