رؤساء عرب في «أعراس» انتخابات… وإسرائيل تتكفّل بالجنائز!

بنظام “لا يعاملهم كرهائن وسجناء ومشاريع خطف وقتل وتعذيب”، وأن ذلك جعل الأسد نموذجا للطغاة “بمن فيهم إسرائيل التي تحلم نخبها العنصرية المتطرفة بتنفيذ عمليات التهجير الجماعي ضد الفلسطينيين”. يؤكّد ما يجري حاليا هذا الاستشراف للعلاقة بين “أعراس الانتخابات” العربية، وجنائز الإبادة الجماعية الإسرائيلية الجارية ضد الفلسطينيين واللبنانيين، فالدولة العبرية هي التجسيد الأكمل لهذا القدر المنصوب على هذه المنطقة، فمن خلالها، وعبر التدخّل الغربيّ المستمر منذ الاستقلالات المنقوصة، تمّ في الوقت نفسه تدشين إسرائيل باعتبارها “واحة الديمقراطية” في الشرق الأوسط، والعمل على وأد التجارب الديمقراطية والوطنية، كما حصل في الانقلاب العسكريّ المرعيّ أمريكيا وبريطانيا عام 1953 ضد زعيم إيران المنتخب ديمقراطيا محمد مصدّق، مما أسس لدولة الشاه القمعية ثم إلى الثورة الشعبية الجذرية عليه، ثم في العمل على إسقاط تجربة جمال عبد الناصر عام 1956، ثم 1967. تكرّر رفض الغرب للنتائج الديمقراطية مع نتائج كارثية هائلة، كما حصل في الجزائر بعد رفض فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1992 والانقلاب عليه، وهو ما أدى إلى العشرية السوداء التي ما تزال تلقي بظلالها على البلاد، وكما حصل عند فوز حركة “حماس” في انتخابات عام 2006، وهو ما أدى إلى المسار الذي نشهد تداعياته حاليا.
لقد خلصت الدكتاتوريات العربية إلى نتيجة مؤكدة وهي أن الغرب يؤيدها ويريد توطيد أركانها، وتضمنت الأكلاف الرهيبة التي أدى إليه تمكين الطغاة العرب، شطب شعوب بأكملها، ودخولها في هاوية لم تخرج منها، على ما نراه حاليا في سوريا، واليمن، وليبيا، والسودان، وحتى في الدول العربية الأخرى التي تعتبر القمع أهم مقوّمات الدولة، وليس العدالة ولا التنمية، وهو السيناريو الذي يناسب إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى